14 ديسمبر 2017

قراءة جديدة لحقوق البشر من وجهة نظر السید البروجردی بمناسبة العاشر من ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الانسان

حقوق الانسان؛ یا لها من عبارة جمیلة و کلمة رائعة و عنوان عظیم، ولكن للأسف، مثل قيم أخرى، فقدت واقعها وأصبحت نموذجاً للأهداف السياسية في شبكات المافيا، بمعنی أداة في أيدي وسائل الإعلام الدولي . مسؤولي الدول یستخدمونها کقطع الشطرنج و حتی الأمم المتحدة نفسها، لم تجتاز اختباراً جیداً لقضية الدعم عن حقوق الإنسان!

حقوق الانسان تشتمل علی قسمین، حقوق کثیرة و حقوق قليلة؛ نقول کثیرة لأن هناك العديد من الحقوق للبشرية و لیست واحدة او اثنان و ایضاً قلیلة لأن اذا ارادوا الالتزام بها کانت سهلة . ابتدائاً یحتاج البشر من أجل الحفاظ علی حیاته الی ماء وهواء وغذاء، فلذا ینبغی له تأمينها و هل سبعة مليار نسمة موجودة على وجه الأرض متوفرة لهم هذه الحقوق الأساسية و الفطریة و الأبتدائیة؟! هل أغنياء العالم و الدول التي لديها احتياطيات كبيرة تحت الأرض و التی غالباً تستخدم في التبادلات العسكرية وتكلفة الحروب، يشعرون بالمسؤولية ؟!

ثم فی مؤخر الاحتياجات المذکورة یبدأ دور الحریة و الاستقلال . حریة التعبیر مفهوم اساسی بأن الانسان یستطیع ان یعبّر عن آلامه و معاناته فی کلامه و عندما کان مؤلم ينادی و يقول: " اعانی من آلام ".

ما الفرق بین مریض نفسی و علیل جسمی، بینما ذاک الذی لدیه امراض روحیة و نفسیة ایضاً لابد ان ینادی و یستغیث.

 استغاثة الروح، مثل الاختناق و سلب الحریة و التقيید بالسلاسل و الاعتقال و التعذیب و النفی و التغریب و التمييز والاضطهاد، كل ما ذکرناه کان رمزا لتعذیب الروح؛ و تعذیب الجسم یشتمل علی الامراض والمعاناة و مع الاسف نری الیوم كثيراً من الناس في هذا العالم مرضی ولا يضطرون لدفع ثمن الاستعلاج و کثیراً من الامراض التی لا علاج لها. لذا یجب علی الموثقين و معتمدي العالم، الذین اشاعوا هیمنتهم تحت لواء حقوق الإنسان لکسب مصالحهم المغفلة بغلاف انسانی بأن یتحرکوا و يشعرون بالمسؤولية.   

و اما الاستقلال بمعني أن الله خلق الانسان مستقلا و بإمكانه ان یتخذ أي دین و یتبع ای مذهب و ای فکرة دینیة تحت لواء لا اکراه فی الدین و سلب هذه الحقوق مغایرة مع اصول حقوق الإنسان. حقوق الانسان متجذرة و منتشرة في جميع ارکان الحياة البشرية و يجب علینا الالتزام بجميع قضاياها ومستوياتها .
السید حسین البروجردی
الکاشف فی حقیقة التوحید بلا حدود
ديسمبر2017

ليست هناك تعليقات: