ولد
السید حسین البروجردی فی سنة 1958م ( 1337 ه.ش ) في ایران، مدینة البروجرد وقام
بدراسة الدورات المقدماتیة والأساسية الدینیة والعلمیة والحوزویة في نفس المدينة
وأكمل مراحل المتقدمة تحت إشراف والده وجده الذين كانا من أهم وابرز علماء الدين
في عصرهم، واستمر المتابعة فی مدینة قم .
منذ
بداية عام 1979 م ( 1358 ه.ش ) انخرط في العمل الثقافي والدعاية الدينية في
العاصمة بعيدًا عن التوجهات السياسية والحكومية و هذا الأمر أدّی إلى استنارة
وصحوة شريحة كبيرة من المجتمع .
أدى
الاستقبال العلني لأنشطته المستقلة وفكره المترقی في البحث عن معرفة الرب ونظرته
الجدیدة فی النصوص الدينية دون انتماءاته السياسية إلى الغيرة والاحتجاج من قبل
ملالي الحكومة، وبالتالي فُتحت قضية في محكمة رجال الدين الخاصة، ضد هذا المنشق
الديني ! و فی النهایة في یونیو/ 1995 م ( تیر 1374 ه.ش )، بتدخل قوات الامن و
وزارة الاستخبارات، اختُطف في الشارع واحتُجز لمدة عام تقريبًا في سجن التوحيد احد
السجون المخفیة والمخیفة للحکومة، وتعرض للعديد من التعذيب النفسي والجسدي أثناء
اعتقاله وسجنه وكان هناك يعاني من مشاكل في القلب والكلى و غیرها ولا يزال يعاني
منها .
بعد
فترة وجيزة من إطلاق سراحه وتعافيه النسبي، استأنف أنشطته، وعلى مدار عدة سنوات،
مع توسعها، واجه مرة أخرى قضايا عنیفة متكررة من قبل وزارة الاستخبارات، وتم
استدعاؤه إلى محكمة رجال الدين الخاصة عدة مرات ثم اعتقل مرة أخرى في 15 يناير/
2001 م ( دی 1379ه.ش ) بحجة نشر معتقداته الخاصة ومقال فی عید المیلاد بعنوان :
" ألفين و واحد سلام علی المسيح " ونُقل إلى سجن إيفين وتعرض للعديد من
التعذيب في عنبر 59 و 209 المخوف، مما أدى إلى إصابته بنوبة قلبية وبعد ثمانية
أشهر عندما كان في حالة حرجة کاملة، عاد إلی المنزل ولم يتمكن من القيام بعمله
الشخصي منذ شهور وكان يعانی من أمراض جسدية ونفسية مختلفة !
في
السنوات 2002 إلى 2004 م ( 1381 الی 1383ه.ش ) ، بعد عدة أشهر من إطلاق سراحه،
بسبب روحه المعادية للسلطوية، استأنف نشاطه مجدداً، وخلال هذه الفترة عادت الميول
العامة والاهتمام الشعبي بأفكاره المتطورة والسلمیة ومع الأسف الشدید هذه المرة،
الحكومة الاستبدادية، من أجل السيطرة على هذه الانتفاضة الشعبية وقمعها، وجدت الحل
في اغتيال والده آية الله العظمى السيد محمد علي الكاظميني البروجردي، الذی كان
رجل دين معروف وشخصیة بارزة على مدى نصف القرن الماضي فی العاصمة ومن أشد
المعارضين للحكم الديني والإسلام السياسي منذ بداية الثورة الایرانیة للملالی و
کان یمضی ایام حیاته بعد الثورة فی الحبس المنزلی !
في
السنوات 2004 الی 2006 م ( 1383 الی 1385ه.ش ) بعد قتل والده، كان يعتبر ذروة
الضغط على هذا الرجل الدينی الغیر سیاسی، لذلك لغاية عام 2005 م ( 1384 ه.ش )
تقريبًا لم يكن من الممكن للناس التواصل معه علی الاطلاق .
وفی
المرة الاخیرة اعتقل بسبب معارضته للدین السیاسی و نوع قرائته الغير متداولة من
الدین فی منتصف أكتوبر 2006 م ( مهر 1385 ه.ش ) مع عدد کبیر من طلابه بعد 72 یوم
مقاومة و الإحتجاج السلمی ضد الاستبداد الدینی، وتم قمعهم بأبشع الطرق و نُقلوا
إلى سجن إيفين بأجساد دموية وعظام مكسورة ! احتجز السید البروجردی فی السجن لمدة
11 سنوات متوالیة، محروم من الإجازة وجميع المرافق الطبية وتآمروا لقتله عدة مرات
في السجن وفی اعقاب تدهور حالته الصحیة و بعد الإطمئنان على أنه وشك الموت، تم
الافراج عنه فی بدایة سنة 2017 م ( دی 1395 ه.ش ) مؤقتا بشرط دفع کفالة مالية ضخمة
.
قد
اعلن السید البروجردی في السنة الأولى ( 2007 م ) من السجن حول ارتداء الزی الدیني
: " اننی لم اعد ارغب فی ارتداء اليونوفورم الدينى لأن هذا الزي لم يعد له أی
اعتبار و قیمة في إيران أو في المجتمع الدولي " وهکذا احتجاجاً علی العنف
والسلطة الدینیة الظالمة، خلع ملابسه الدینیة طوعاً .
قد
احتجز السید البروجردی فی منزله بعد الإفراج عنه من السجن وهو الأن يواجه ايام
صعبة تحت مراقبة امنیة مشددة وكل ما تبقى من هذا الرجل الحر وکاشف التوحید غیر ما
جری، هو جسم ضعيف ومهترئ غير قادر على أداء أنشطته اليومية بمفرده . تشير السجلات
والتقارير الطبية الموجودة حتى الآن إلى إصابات جسدية لا يمكن إصلاحها من ضمنها
سرطان المعدة وهی نتيجة تعذيبه أثناء سجنه ومن ثم استحالة العلاج في المنزل .
السید
البروجردی، جراء ممارسته في القرائة والبحث والتحقیق في جمیع الاديان والمذاهب
والمكاتب الدينية المختلفة، خاصة الإسلامیة خلال 40 عاما من نشاطه الديني، کشف
اسرار وحقائق دینیة وتوحیدیة خفیة وجدیدة وهذا الكشف التوحيدي الخاص به يشتمل علي
مبادىء فكرية وعقائدیة وعینیة ومنطقیة حول معرفة الرب وكيفية اجراء مشية ذات
الاقدس الکبریائی، یعنی الجبر المطلق في العالم وایضاً حول المواعيد والضمانات
المنقولة عن الرب للمخلوق وعدم اجرائها من قبل الرب تحت عنوان : " عدم
التّطابق فیما جری فی منابع القرآنیة والسنة والرّوایة مع حقایق المشهودة
والمعقولة والمعلومة" او " المعارض بين المنقولات و المعقولات " و
وجود الاختلافات والتناقض والإشکال في نوع نشر المباديء والاسس الدينية . قد تم
تجمیع هذه الأبحاث، الذي يتضمن عدة آلاف من الوثائق والأدلة، في كتاب فريد من نوعه
بعنوان " دائرة معارف الظهور " ؛ يكشف هذا الكتاب عن أسرار كثيرة كانت
مخفية عنا علی مدی آلاف السنين !
أشار
السيد البروجردی خلال تدریسا له حول اهمیة التغییر فی وجهة نظرنا لحقیقة معرفة
الرب، قائلا :
"
اذا نظرنا فی القاموس الديني الموجود، سنري بعض القضايا والمسائل التی لا تتفق مع
الفكر المعاصر وهذه تشیر الی انّ لابد ان یُجری تغییراً اساسیاً حول وجهة نظرنا فی
التوحید و معرفة الرب . بالنسبة لنا المهم هو الاصل، جاءت الرسل لتقديمه، اُنزلت
الکتب السماویة للتعرّف به، أتت الادیان لتبیین طریق الوصول الی معرفته، هو
المبداء والاصل، ونحن نبحث عن الذی خلقنا؛ من هو !؟ " . (
دائرة معارف الظهور - الدرس 3585 )
قال
البروجردی فی خطاباً آخر حول تبیین معنی
" الکاشف فی حقیقة التوحید بلا حدود " :
"
نحن فی کشفنا التوحیدی الجدید، قمنا بإزالة جميع الموانع والحدود، التوحيد بلا
حدود، يعني إننا نسعي الي معرفة الرب ولا يهمنا إن كان من طريق التوراة أو الإنجيل
والزبور أو القرآن وإن كان من جانب محمد أو موسي وعيسي أو ابراهيم أو من بلدان مثل
ايران او السعودية أو الغرب . نحن نسعی ان نجد اصلنا ولکن للأسف لم تصل البشریة الی
معرفته الحقیقیة وعلی مدی عشرات الالاف من السنین لا یزال خالق الکون مجهولا فی
عقائدنا " . ( دائرة معارف الظهور - الدرس ب 3628 )
يدعو
السید البروجردی، الکاشف فی حقیقة التوحید بلا حدود، جميع البشرية الي الصلح
والسلام والوحدة والمحبة والنظرة العقلیة والمنطقیة الی جمیع المنابع والمصادر الدینیة
والمذهبیة و یقول :
" في المذاهب يمكننا أن ننشئ مذهباً واحداً، لأننا جمیعاً
نبحث عن إله واحد، عندما تزیل خطوط الحدود والقیود، فعند ذالک نحن جميعًا موحدون
دون أی عنوان ثانوي، الموحد يعني الشخص الذي يسعى إلى التوحيد، نحن ولدنا علی
التوحید، جمیع الناس وحتى الملحدین هم علی فطرة التوحید، فلماذا نحتاج إلى فصل
الشريعة والطقوس، ففي هذه الانفصالات ينشأ العداء ویذهب التفاهم والرفاقة والصداقة
!
وایضاً
في الأمور العرقية، عندما تشعر البشریة أنهم ابناء الکرة الأرضیة، وليسوا ابناء
الشرق الأوسط او امريكا، ولم یولدوا في أوروبا، ولم تفتح أعينهم فی إفريقيا، بل هم
جميعًا أبناء الأرض، عندما نوسع بلادنا بأن نحن أهل الأرض ونحن متشابهون فی الخلق
قبل أن نكون مواطنين، ثم یظهر التعادل وينخفض العنف ولا ينشرون التوتر و لا يرفعون
أيديهم ضد بعضهم لأجل : أن هذا الشخص ينتمي إلى أي بلد وذلک الشخص ينتمي إلى أي
منطقة ؟!" . ( رسالة السید البروجردي إلى مؤتمر نيويورك للصلح
والسلام – 2018 )
قد
ناشد السيد البروجردي جميع احرار العالم في رسالته قائلاً :
"
اتوقع من كل الاقشار التي تستطيع دعمنا في النشر والتعزيز لمسيرتنا الفكرية،
بإبلاغ وايصال آراء ومکاسبنا التحقيقیة التوحيدية الخاصة بنا الي جميع من عان وتعب
من اسلوب حياته العادية " . ( خطاب السید البروجردی في "
پژواک دوست " راديو اون لاين، نوفمبر 2017 )
لایزال
هذا الرجل الحر والمهموم یمارس مواضعه ومعتقداته المستقلة بقوة، ولاکن للأسف كان
المؤرخون الحقيقيون للبشریة دائمًا مجهولي الهوية في عصرهم، وغداً سيتم الكشف عن
حقیقة هذا الانسان المظلوم، لاکن فی ذلک الوقت مع الأسف لن يكون بيننا !
ممثلو السید البروجردی
(2020 سبتمبر )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق