سلام علیکم؛
بناءً على تجاربنا وتحقیقاتنا الفکریة والعملية على
مدار 40 عامًا، خلصت إلى أن اتجاه السياسة في العالم ضارًا وأن مسار الدين على وجه
الأرض في جمیع الأدوار، غير مطمئن . كلماتنا لها
أدلة لا يمكن إنكارها. ليس الأمر هكذا على سبيل المثال،
ابتعادنا عن السیاسة بسبب عدم تنفیذ الوعود التي قدموها لنا أو لن یلتزموا بتعهداتهم بشکل عام،
ل امورنا، أو بسبب أنواع مختلفة و متنوعة من الاضطهاد والأذى الذی واجهت
من قبل المتدینین علی مدی 40 عام، اصبحت ابتعد عن المذهب، لا لیس کذلک !
لإثبات عدم كفاءة الديانة الحالية، كتبت كتابًا بعنوان
" دائرة معارف الظهور "، جمعت فيه عدة آلاف من الاسناد والحجج والبراهین
التی توضح أن الدين لم يستجيب أبدًا لاحتياجات البشرية.
حاليًا اصبحت لا اريد السياسة الحاكمة في العالم
ولا ارید سلطة الدين، فی جمیع الأدیان السماویة علی اهل کرة الارضیة؛ اخترت المسار
الثالث، بعنوان " لا ديانة - لا سياسة " ، وأعتقد أن هذا المسار الثالث،
ينجی البشرية.
إن نتيجة السياسة على مدی آلاف السنين من التاريخ
التي تم خلالها تسجيل الحوادث و وقایع الحياة الشخصية والاجتماعية
للبشر، ليست سوی ان نقول دائماً كانت جمیع المآسي والمسكنة والظلم وسفك دماء البشریة
من جانب السياسة والسياسيون. في الواقع، لم يلعب أبدًا علماء الفيزيائيين والكيميائيين
والأطباء والفلاسفة والحکماء و... بروح وجسد ومعتقدات وضمائر المجتمعات، لكن ارتكبها
السياسيون و کان ثمرة أفعالهم، القتال والحروب العالمية و الإقلیمیة. يستند هذا الإستنتاج
إلى المستندات والبراهین و الحجج المسجلة في التاریخ، لذلك يكفي أن ننظر فی اوراق
التاریخ و نرى أن جميع جوانب الحياة البشرية كانت مليئة بالسرقة والتلاعب والکذب والتزوير
والخیانة التي ارتكبها السياسيون، خاصة ضد الضعفاء والفقراء الذين كانوا دائمًا غالبية
سكان العالم.
نفس القصة ایضاً فی الدين، هذا ليس صحيحًا أنني أكره
السياسة، لذلك لجأت إلى الدين! ترتبط خلفيتي الدينية بأوائل السبعينيات ( 1971 م )
ومنذ ذلك الحين حتى سجني للمرة الأخيرة في عام 2006م، كنت دائمًا في الممارسات الدينية
و كنت أقوم بالكتابة وإلقاء الخطب وإمامة الصلاة وإدارة العديد من المساجد الهامة في
عاصمة إيران وکتبت العدید من الكتب وکان لی الکثیر من الطلاب، من دون أي إعلانات جمعیة،
لقد تم منعي من الاعلان العام من إبتداء الحركة. بصرف النظر عن ذلك و نظرًا الی
الأعلی، لقد كان والدی وآبائي وأجدادي کلهم من حماة الدين والمدافعين عن الشریعة. ومع
ذلك، أحد عشر عاماً فی السجن، كانت فرصة بدأت لی لإلقاء نظرة جديدة علی نفسي و
معتقداتی الدينية. خلال هذه الإحدى عشر عام، واجهت زلزلة اعتقادیة وبدأت الدراسة والبحث
من دون ای تعصب و وجدت أن خلف حجاب الدین، فجائع مکنونة. خلال الأربعين عامًا التي
كنت مشغول في تبليغ الدعوة الإسلامية، کنت
متعصباً و اعمل بحماسة ولاکن ذهب ذالک التعصب الأعمى أثناء هذه السنوات الإحدى عشرة
من السجن وبدأت دراسات جديدة في الإسلام نفسه. أقصد في الماضي أنني كنت ألاحظ بعض الآيات
والأحاديث والروایات التي لم يكن لها محتوى ذي معنى، ومع ذلك كنت أتجاهل بسبب تعصبی
وأصر واستقم، ولكن الآن ليس كذلك.
بصرف النظر عن ذلك، يمكنني بالتأكيد أن أقول إن السياسة
التي تحكم البشرية، ليس فقط في عصرنا، ولكن أيضًا على مدار التاريخ كما هو مسجل، لم
تكن لها أية ميزة سوی قمع شعوب الأمم و دائما تسیر علی اساس سرقة آراء الناس ونهب الثروة
الوطنية والتمييز والظلم.
ایضاً نفس القصة في الأمور الدينية، کخبير في ديانة
آبائی و اجدادی، الذي جاهدت لأجلها کثیراً، لقد استيقظت خلال هذه السنوات الإحدى عشرة
من السجن! وأنا أری هذا من بركات النظام الذي فرض الكثير من الضغوط علي وصار سبب خلع رداء التعصب الأعمی عنی ونتيجة ذلك،
أصبحت وجهات نظري المتعلقة بالإسلام والقرآن والأحاديث والروایات أكثر وضوحًا وحقيقة
وجوهرية.
أدعو جميع أمم العالم إلى إيلاء المزيد من الاهتمام
لهذا المسار ومساعدتي في تحقيق أهداف عالمية لإنشاء الطريق الثالث وهو " لا سياسة
- لا ديانة ".
أتمنى النجاح في تحقيق هذه الأهداف.
حفظکم الرب
السید البروجردي، الکاشف فی حقیقة التوحید بلا حدود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق