21 أغسطس 2020

ثمانية عشر عامًا فی فراق الشمس الساطعة

 الذكرى الثامنة عشر لآية الله العظمى السيد محمد علي الكاظميني البروجردي

والد السید البروجردی، الکاشف فی حقیقة التوحید بلا حدود

سلام علیکم؛

ذكرى وفاة رجل عظيم الشأن عاش مجهولاً، مثل الأنبياء الذين ذکرنا في بعض دروسنا، بأن لا أحد کان يعرفهم ولاهم كانوا يتعاملون مع أحد . على الرغم من أن موقفه لم يتطلب بأن یکشف الحجب، لکنه کان مؤيدا لمصیرنا، و برغم اننی خلال العقد الاخیر قمت بنقد الدين، ولم يُسمح له بذلك، فقد کان أحيانًا یُظهر بعض الاشياء، علی سبیل المثال عندما کان یقول فی وقت الغضب : " هل الله میّت ؟ " ، کلمة " هل " فی هذه العبارة کانت بمجرد التقية و " كلّم الناس... " ؛ نعم إله الأرض میّت !

وُلِدَ في مدینة بروجرد، وكان والده السيد طاهر من الاوتاد والعرفاء والفقهاء والعلماء وكان صاحب المؤلفات العديدة . بعد اجتياز الدورة التمهيدية والمستوى، هاجر إلى النجف وشارک في حوزة السيد أبو الحسن الأصفهاني؛ لقد كان السيد أبو الحسن الأصفهاني نفسه رجلاً عظيماً من الرجال الراسخين في مجال البحث عن الحقيقة . کان والدی مأنوساً به، ونقل عنه، بأن السيد أبو الحسن الأصفهاني كان لديه خرق العادات، لا أدری هل قلتها لکم أم لا، لكن إحداها، أن خلال الحرب العالمية الثانية جاء إليه السفير البريطاني في العراق وأعطاه مبلغًا كبيرًا وضخم من المال وقال له أرسلت اليک هذه المبالغ الملكة إليزابيت للإنفاق على الفقراء والمحتاجين، لأن خلال الحرب، قد تم تدمير العراق؛ قد أخذ السید ابوالحسن المال والتحويل المصرفي ووضعه تحت فراشه، وفي الوقت الذي كان فيه السفير البريطاني هناك، كان الجميع متعجب بأن لماذا أخذه، وعندما أراد السفير المغادرة، أخرج السيد أبو الحسن المال ووضع علیه نفس المبلغ الذي اعطیه وكان مبلغ کبیراً جدًا ولم يكن في استطاعته السید ابو الحسن، وقال : أعط هذا للملكة وبلّغها سلامی وقل لها، " أنتم تضررتم في الحرب، فلذا أنفقي المال " ، یعنی کانوا یریدون الإستيلاء السیاسی علی الشيعة، ومن وجهة نظر العرفانیة، هو من أين حصل على هذا المال ؟ هذا امر مهم جدًا ! قد تفاجأ في الغرفة جميع الحاضرین وهم كانوا من أقاربه وحواریونه، بما في ذلك والدی .

أو أنه في الحرب العالمية الثانية أقامت قوات الحلفاء خیامهم حول مدينة النجف، وقد رأى لیلتاً فی المنام، قائد العام للجيش في تلك المنطقة، السيد المسيح، لأنهم کانوا مسيحيین، وأشار المسیح في المنام الی رجلاً وقال له إن هذه مدينة هذا الرجل و هو كان أمير المؤمنين علی ابن ابیطالب، وايضا أشار الی شخصاً آخر الذي كان بينهم وقال له، هذا وكيل اميرالمؤمنين، إذهب الان الي منزله وتعرف عليه ولكي لا تفتکر أنه كان حلم خرافي، عندما تستيقظ الآن سوف ستری جميع حراسك الشخصيين قد سقطوا من کثر شرب الخمر سکاری، ایضا حصان جاهز لک، حصان غريب، حصان عربي، إركب علیه، سوف يأخذك هذا الحصان إلى منزل هذا الرجل !

ركب الحصان وهو على قوة القلب، لأن العلامات كانت صحيحة، وایضاً هذا الفعل كان مخاطرة كبيرة، أن يأتي القائد العام إلى المدينة، المدينة التي كان الناس فیها بالطبع معاديين لهم، لأن الجيش الأجنبي اذا دخل المدینة یخل فی نظام المدينة . عبر الحصان الأزقة وأتي إلى منزل السید ابو الحسن، من غیر أی سائق ولا دلیل وعندما نزل من الحصان، فتح السيد أبو الحسن الأصفهاني الباب بنفسه وقال له، تفضل بالدخول وعرّفه على الإرتباطات الماورائية، ومن المعجزات التي نقلها إليه، تعلیمه اللغة العربية، أنه فجأة تعلم ووجد اللغة العربية وکان یفهمها !

القصد هو أن والدی كان مصاحبه وكان حواریاً لمثل هذا الشخص، ثم قال لوالدی، فالأفضل أن تذهب إلى مدینة قم، وجودک هناک اکثر ضرورة، وفي الليلة الاخيرة، قد جاء ابی إلى ضريح أمير المؤمنين، وهي القصة المشهورة للمصباح، فی تلک اللیلة كان الحرم فارغًا والباب مغلق، وفجأة خرج من داخل الضريح أميرنا، وأعطاه مصباحًا وقال له اذهب بهذا المصباح إلى إيران، هذا المصباح یشمل الإنتقالات الذي هو أعطاني و وصلنا به إلى هذا الموقف الراهن في تقلبات الحياة .

هو نفسه لم يستفید من هذا المصباح، بل فقط استخدمه شخصيًا ووصل إلى المکان الذی يجب أن يصل، لكنه لم يستخدمه عمومياً لأنه کان غير مسموح به . ثم بعد قم، جاء إلى طهران في مسجد النور ( فی ساحة خراسان )، وكان عند قدومه ساحة خراسان فصاعدًا إلى خافاران، اراضی تُزرع فیها الخضروات والصیفیات، كانت صحراء، بمعنى أن مدینة طهران كانت صغيرة جدًا، فقام ببناء ذلك المسجد ( مسجد النور ) فأقام اسس الإخلاص لله فیه . كان معزولاً للغاية لأن لا يفهم أحداً کلامه، وعادة ما يكون رجال الظهوری هكذا، هؤلاء هم ذراری إبراهيم الخلیل، الذين کانوا یقولون " أرني" وحدهم !

قد اعطانی هذه الامانة وکان دائماً یقول للذین کانوا حوله، " ادعموا السيد حسين" ، ولم يوصی بأي من أبنائه، وهناك الكثير من الأدلة الحاضرة، حتى عندما كنت في مسجد همت آباد وکانت مباحثنا تنشر بشکل أشرطه صوتیة، کان یطلب منی أشرطة الدروس حتی ینشرها، وکان هذا امر عجیباً جداً، للشخص الذی كانت كرامته ومكانته على مستوى المرجعیة والفقاهة، وکان ینتقده بعض العلماء المرتبطين به و یقولون له " أنت اصبحت مبلِّغُ لإبنك وتُنشر اشرطة " وكان یقول لهم " إنني مُبلِّغاً لمصیره " .

وبعد ذلك في نهاية ايام حياته، كان دائماً يغوص في بحر التفكر، وبسبب مرضه، كنت أذهب لرؤيته مع أخي كل يوم، فكان يحدق في مكان ما ويصمت وكان هکذا يتصل بذات الاقدس الکبریائی . وبمجرد أن کان شعاره " هل الله میّت ؟ " فی هذا السوال کلام و معانی كثیرة ! وغالبًا رجال الظهوري يضعون اللواحق والبادئات على كلماتهم حتى لا يستخدمها اعدائهم . عندها استشهد ظاهراً ونُقل إلى مدينة النور باطناً، نحن ایضاً مضینا فترات مختلفة ودخلنا عقدًا حاسمًا قبل عشر سنوات، وقيل لنا، يجب علينا القیام بأمر لم يفعله أي من الرجال الظهوری؛ لابد أن نفتح نسيج الأديان والمذاهب باستخدام نصوصها الخاصة ومرجعیتها ومستنداتها ووثائقها ونکشف الحقائق للناس .

على أي حال، كان رجلاً مميزًا، وایضاً مصادرة قبره وعدم السماح لأحد بالذهاب إلى قبره هو امر مهم جدًا ! علی الرغم من انه لیس هناک وهو فی جوار سائر الرجال الظهوری، لكن هذا في حد ذاته يعني الكثير . بالنسبة لبعض، حدث مثل هذا في الماضي، على سبيل المثال قبر فاطمة كان ممنوع الزيارات، ربما وصل له شيء خاص من فاطمة ! أو أيضًا بعض الزعماء الظهوری الذين دفنوا في البقيع، من ضمنهم الإمام السجاد والإمام حسن المجتبى وعدة من الأئمة الآخرين . عدم السماح بالذهاب إلى جوار قبورهم، يشتمل على اهمية خاصة وهذا یدل علی انفصالهم عن تلك الآداب، لأن عادة ما يذهبون إلى هناك ويقرأون الفاتحة والقرآن، من أجل عدم تنفيذ هذه العادات، هم أرادوا أن یفعل بقبورهم هذا !

نحن اليوم نمرُّ في ذكراه، بینما نحمل جبل من المسؤولية وضحّينا بأنفسنا لأجل المصیر . تحرک و خرج أبي عبد الله الحسين في مجال صغير لکشف القناع عن وجه المتدینین، لكننا سرنا في بعد ومجال أوسع بكثير .

على أي حال، نعزز ذكراه، وعلی الرغم من ان لم تكن هناك دعاية له، ایضاً هذه ضرورة اتصاله بعوالم النور، لأن كل ما يتم الإعلان و التبليغ عنه ويصبح مشهورًا، تزداد العلائق المادية .

نتمنا لکم الفرج

السید البروجردی، الکاشف فی حقیقة التوحید بلا حدود

27 مرداد 1399

17 أغسطس 2020

ليست هناك تعليقات: