الديمقراطية هي سيادة الشعب على الشعب وهي بُعد من ابعاد الجمهورية التي تجلب الحرية في كل الابعاد لعباد الرب وتمحو الاستبداد . التنوع الديني هي مجموعة فرعية من الديمقراطية، أي يعني عندما تكون الحرية، يمكن لأي شخص أن يتبع أي تيار فكري . العلاقة بين الديمقراطية والتنوع الديني هي أنه إذا سادت العدالة على الديمقراطية، يمكن تنفيذ بُعد التنوع الديني بطريقة شاملة ومقبولة بصفة عامة، ولكن عندما يتم التبليغ على الديانات المشهورة فقط، فإن الشخص الذي لديه اكتشافات من جميع الأديان، لا سيما الدين الخاتم، يُقاطع ويُقمع ويقيّد ويخنق !
إذا كان اﻷﺳﺎس على الديمقراطية والتنوع الديني،
فيجب السماح بحریة التعبیر للشخص الذی يجرؤ ویقول إنه اساساً الیوم لا يوجد دين في
العالم ولا يوجد توحيد ولا شريعة ! كيف تدعون أنکم تؤيدون التعدد للاديان، حيث لا
يحق لأحد أن يتعدى على الآخر، وكل الحكومات تحترم الأفكار الدينية لشعوبها، وانتم
تقولون للشخص الذي نقض جميع الديانة بالأدلة، مبدع ؟! لماذا لم تقولوا إن هذا
الشخص قد تجراء ولديه الشجاعة والشهامة بأن يقول، لهذه الأسباب القائمة على الدين
نفسه، فإن الدين امر وهمي .
على الرغم من أن الدلائل و والوثائق وجمیع
مصادرنا من الإسلام نفسه، لكن لأننا قمنا بتشريح مفهوم الوحی، لذا کشفیاتنا تشمل
جميع الأديان السابقة . عندما أثبتنا عقلانیاً أن کل ما نسبوه إلى الرب لا يلیق
عظمة صاحب الكون ابداً، بل هذه النصوص الدينية سبّبت الفوضى في الأرض وزادت فی
الظلم والقمع؛ هل يجب قمع ومحو هذا العمل الفرید من نوعه ؟ انتم بناءً على التنوع
الديني، بالتأكيد ستقولون أن هذا العمل هو نفی الدين، لكن هل فكّرتم بأن یکون هذا
هو الدین الحقیقی ؟
لقد توصلنا إلى هذا الاستنتاج أن الوحي لا يمكن
أن يكون له مكانةً عقلانيةً، لأنه ینشر التناقضات وعدم التطابق بین الناس، في ما
نزل في الكتب السماوية وعلى الأنبياء وأيضًا في السنة وسيرة الأنبياء، ويمكن رؤية
هذه التناقضات في القرآن بشكل الناسخ و المنسوخ، على سبيل المثال، استناداً علی
نفس آيات هذا الكتاب، ينبغي أن نسأل، انّ الخالق تعالى صاحب هذه العظمة لا يعلم أن
الخمر سيء و مُضر، یقول أولًا: ان الخمر حلال وطیب وطاهر ونقی، وهکذا یمدحه ويروج
له، ثم يتذكر فجأة انه مُضر ! إذا قيل أن هذه سياسة دينية، تسیر خطوة بعد خطوة
بصورة خفية وغیر محسوسة وصادرت جمیع مراكز المعارضة واحدة تلو الأخرى؛ اذن سوف
نعتبرها نوعًا من الحيلة والمکر، وهذه الحيل لا تعتبر دينًا ! لأن الدين في
الحقيقة هو علاقة خالصة بین الإنسان و خالقه .
العلاقة بين الديمقراطية والتنوع الديني رابطة
جميلة ومتینة ومحبوبة، علي شرط بان الشخص الذی يقول أن الأديان السماوية لم تکن
شرعية ولا عقلانية، یسمح له بالتکلم ولا يقاطع لأسباب تهاجمه على السياسة ايضاً،
من قبل المافيا الأخبارية ولم يذكر عنه إی خبر .
إن الوحی هو اساس ربط الأديان ببعضها البعض تحت
عنوان الأديان والمذاهب الإلهية، وبناءً على الوثائق المتنوعة المتوفرة في کتابنا
" دايرة معارف الظهور" ، اُثبت أن هذا الوحي كمياً ونوعياً لا يطابق مع
المكانة العظيمة لحاكم الكون، أي تلك العظمة الإلهية اصحبت محدودة في سياق الأرض،
وأن الأرض لا تحسب ولا تُرى على الإطلاق فيما يتعلق بالكون بأسره .
أولاً لنجد حلاً لهذه المسألة، من هو هذا الإله
الذي تبلغ عنه الأديان ؟ هل هو نفس الإله الذي یقول التوراة عنه بأنه قال ليعقوب
تعال و لنتصارع معاً وکان نتیجة صراعهما فوز يعقوب، ثم أمره الله أن يقوم من فوق
صدره وقال ماذا تشاء يا يعقوب وقال يعقوب أعطني القدرة والقوة ؟! هذه هي القصص
الموجودة في هذا الكتاب وحتى لو تم محوها، فيمكن رؤيتها في نسخ التوراة القديمة !
قد کتب في الكتاب المقدس أن المسيح كان يحيي
الأموات، ذاك المسيح الذي كان رجلاً عظيماً و مصلحا للجميع، لقد كان مجرد كتابة
وليس له اثر ووجودا خارجياً الآن . حالیاً السؤال هو ان الكنيسة ما الذي لديها ان
تقدمه ؟ لمرض مثل الكورونا الذي كان أدنى عذاب لمالك الكون، ما الدواء أو العلاج
الذي وصفته ؟
كما أن اليهودية والإسلام ایضاً لم يقدموا أي حل
في هذا الوضع الحرج وأغلقوا محالهم ومکاسبهم بل أغلقوا أبواب المحل الرئيسي وهو
الحج ! هذا العام، لأول مرة، تم أداء فريضة الحج بمئة شخص، وهذا فقط لعدم انقطاع
رابط سلسلة هذه التقالید السنویة مع السنوات السابقة .
هل يمكن القبول أن الرب العظیم الذی خلق الكون
كله، قد ترك كل ذلك الكون الشاسع وأرسل كتباً وسفراء فقط لأهل الأرض ؟! ذالك الكون
الذي مع كل التطورات العلمية في مظاهر الهواء والفضاء وفي مجالات الفيزياء
الفلكية، لم يتمكن البشر حتی الآن من کشف حقائقه، واستناداً إلى نفس الأشياء التي
تنبأ بها العلماء بأجهزة مختلفة يقال أن الأرض ليست بحجم حبة خردل أمام الكون كله،
وهي تشبه ذرة الغبار؛ اذن كيف يمكن ان الرب قد ارسل القوانين لهذا الكوكب فقط
ولماذا هذه القوانين مشوهة تمامًا وفيه اعوجاج ؟ في بداية سورة الكهف يقول "
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لهُ
عِوَجَا " ، الآن السؤال هو أن ما هذا الاعوجاج ؟
عندما يجبر الناس بقوة السيف للورود في دين
الاسلام، بحسب نص كلام رسول الله الذي قال : " بُعِثتُ اَن اُقاتِلَکم حتی
تَقولون اَن لا اله الا الله " يعني بعثت كي اقتلكم او ان تقولوا انّ الإله
هو الله . هذا الاختيار الغیر عقلانی وبلا حساب جعل المنافقين والمحاربین والخوارج
يدخلون فی هذا الدين طمعاً لقتل هذا النبي سریعا واحتلال محله فيما بعد .
ثم اُصدرت قوانين تثیر السخریة والاستهزاء
بالدين، من ضمن أحد آلاف القوانين المضحكة، هی مذبح الحج، حيث يجب على كل حاج أن
يقتل شاة ! حتى السنوات الماضية، كان الوضع مؤسفًا لدرجة أنهم كانوا يذبحون هذه
الأغنام ويُدفنوها فقط ! تُرى كم كانت من جريمة عظیمة . السؤال المطروح هو أن رغم
كل الجیاع الموجود في العالم، أولاً لماذا کنتم تقتلون هذا الخروف ؟ وثانيًا لماذا
تدفنوها ؟ لاحقًا عندما تَرقّت أفكارهم واصبحت متطورة فی السنوات الاخیرة، قاموا
بإحضار جثث الاغنام إلى مشارح كبيرة وأرسالها إلى الجياع، وأدركوا مؤخرًا أن هذه كانت
خرافة، لذلك أعلن مؤسس هذا القانون ومسؤول الحج وصاحب مفتاح الكعبة أنه من الآن
فصاعدًا من الأفضل زرع شجرة بدلاً من أي شاة تذبح !
كل أفعال وأقوال وتصرفات الأديان والمذاهب
الدينية والإلهیة تشبه هذا القانون، لكن لم يجرؤ أحد على الدخول في ميدان الاحتجاج
. في الماضي عندما كانت الكنيسة مهيمنة وسائدة، سرعان ما اعلن غاليله وأمثاله
بوصولهم للإختراعات والاكتشافات والابتكارات تعرضا للاختناق والحروق أو أجبروهم
على التوبة، في الإسلام ایضاً هناك قانون يسمى الارتداد، عندما تقول شيئًا ما،
فإنهم یحتجون ويصرخون عليك بأنك أصبحت مرتدًا ويجب قتلك ویقولون سوف نقتلك!
في الأساس، لم يكن الإنسان قادرًا على التفكير
أبدًا . ینبغي أن يكون الدين، أفضل وأعلى وأهم ملجاء تنفس البشر حتى يوصلهم إلى
أصلهم . اصلنا هو الذي خلقنا ! نحن ندور حولنا منذ آلاف السنين یعنی هذا الدين
يعطي الكرة لذالك الدين والثاني ایضاً ينقلها إلى الآخر، يا لها من لعبة جميلة
ورائعة تجری، وایضاً يرفض كل منهم الآخر . إذا كانت جميع الأديان إلهية، فلماذا
يرفضان بعضهم بعض الآخر؟ في سورة البقرة يقول : " لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ
مِّن رُّسُلِهِ " یعنی جميع الأنبياء لا فرق بينهم، لكن في آية أخرى يقول :
" وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ " ؛
أو يقول : " قَتِلُواْ الَّذِینَ لَا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْیَوْمِ
الْأَخِرِ " !
ونفس الوضع يلاحظ في أتباع الديانات المختلفة
ايضا، على سبيل المثال، يريد الإنسان الهجرة بسبب مشقة العيش وعدم استطاعة التنفس
في بلده، ولكن قد يوضع أمامه شرط تغيير الدين، هذا النوع من التمييز هو نفس تمييز
الإسلام ولا فرق بینه، هناك قال الرسول قبل ألف وأربع مائة سنة أنه إما القتل أو
الإسلام، وهنا فی العصر الحاضر يقال أن قبول الهجرة بشرط تغيير الدين ! لم يكن هذا
الوضع مختلفًا أبدًا وكل هذه الحالات هي أمثلة على التمييز والعنف، لكن فقط شكلها یتغیر
!
لذلك، فإن العلاقة والارتباط بين الديمقراطية
والتنوع الديني علاقة جميلة ولها تنوع ومجال للتنفس، ولكن للأسف، الدين فقط هو
المعيار . أي، إذا أراد أحد الوقوف والإحتجاج ضد الأديان، فلن يكون هذا الشخص في
القاعدة یعنی هو ليس جزءًا من قاعدة هذه اللعبة ويجب الخروج علیه ! مثل البروجردي،
عندما دخل السياسة، رفضه السياسيون لأنه رفض بيع نفسه للمعارضة، وفي مسائل
الاعتقادية ايضاً، لأنه يفعل عمل خطير للغاية، بشكل ما لم يفعله أحد ولا أحد لديه
شهامته، لأنه في وطن الإسلام وفي منطقة الإسلام وهو الشرق الاوسط، یقف امام مليار
ونصف مسلم ومن نفس مصادر الإسلام فی إثبات نقض الاسلام وايضا من نفس الأديان
الاخري فی رد و طرد الأديان یقول ویتکلم !
السید البروجردی، الکاشف فی حقیقة التوحید بلا
حدود
ایران/طهران/ الحبس المنزلی
أغسطس 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق