23 سبتمبر 2020

في طريق الحقيقة

سلام علیکم؛

انا بصفتی كوریث دينی، كانوا جميع آبائي وأجدادي بصفتهم حافظين للشريعة ودعاة الدین ومتعصبين للإسلام، وجرت دماؤهم في عروقي، و أنا ایضاً تابعتُ دراسة الدين وبحثتُ وكتبتُ وحاضرتُ لمدة أكثر من أربعين عامًا في موضوع نشر الإسلام ومواجهة معارضيه، و في هذه الأثناء لقد تدهورت حالاتي النفسية والجسمية في أسوأ ظروف اعتقالية خلال السنوات الحادية عشرة في السجن . على الرغم من أن اتهامي الاول الذي تسبب بدخولي السجن كان انتشار وجهة نظري حول فصل الإسلام عن السياسة لاکن جراء الضغوط الواردة من جانب علماء الحكوميين، فقد توصلت تدريجياً إلى أفكار جديدة ومعارضة مع المنهج الديني لآبائي .

في بدایة سجنی، لقد انطلقت هذه الأفكار الإلهية الحديثة في ذهني، والسبب هو أنی قلت لنفسی، أنا كنت رجل ديني بارز من سلالة الرسول مع نسب دقيق وكانت كل نشاطاتي خالصة لله وبدون اي مطالبة اقتصادية أو اجتماعية أو ائتمانية مع ايثار شامل إلى حد الانتحار خلال أربعة عقود لإيصال الحقائق الدینیة، وللأسف الشديد لم يكن هذا جزائي ! دفعتني هذه الضغوط تدريجيًا لممارسة الأبحاث الجديدة من خلال نظرة جديدة، أي أنني تركت التحيز الديني.

حتى ذلك الحين، بسبب وجود التعصب في أفكاري، كنت اُبرّرُ كل شیء، حتی الامور التی کان يرفضه العقل وحتى الأشياء التي كانت خلاف الضمير والعدالة ! منذ ذلك اليوم وعند تطور آرائي، لقد غصت في محيط الوثائق والادلة الدينية ولاحظت اننی قد خُدِعتُ وخُدعَ آبائي وكل من تابع الأديان والمذاهب حُباً لخالق الكون !

لقد دوّنتُ مجموعة کشفیاتي وما صنفت من وثائق الدينية من اهل السنة والشيعة في موسوعة كبيرة تضم آلاف النسخ والموضوعات والدروس . عندما نظرت إلى الماضي بلا تبرير وتحيز أعمى، رأيت أن كلما جاء به الأنبياء كان خياليّاً، رغم تقدسه !

بما أن كان قصدهم إصلاح المجتمع ونشر الضمير والعدالة والشرف والفضيلة، لكن في نهاية الامر، الرب الذي اطرح من قبل الانبیاء کان مختصاً بالکرة الأرضية، والأرض لا تری ولاتساوی شیئاً مقارنة مع كل الكون، كيف يمكن للإنسان الوصول إلى قمة الحقائق التوحیدیة من خلال دين حدد الإله مختصا بالأرض؟ توصلت إجمالیاً إلى استنتاج اصول تفيء بأن الأديان والمذاهب تقول شيئا، و حقیقة صاحب الكون والزمان شيء آخر، لذا كشفت حقائقاً تدریجیاً وسوف اُبلِّغکم‌ عن مقتطفات منها .

الأول : " أن من جدَّ وَجَدَ " ،

والثاني : قاعدة في المناقشات الحوزوية تقول : " لا أدري نصف العلم " ، یعنی عندما تقول " لا ادری " انک قد سلکت نصف العلم لان عندما يعلم المرء انه لایدری، سوف يسعى لکسب العلم .

والسبب الآخر هو أن عندما اجتزنا مجموعة الأصول الدينية والمعنوية والمذهبیة وتأكدنا من أنها لا تفيدنا بشىء، فإن عطشنا الفطری للمعرفة، سوف يدفعنا إلى الأمام، فنحن الآن في موقف حيث يمكننا ان نجد اصلنا على اساس المعارضات الدينية الموجودة، أي يعني نضع جانباً كل ما لدينا و وجدنا من معرفة الرب في شاكلة ارضیة وفرشية و نبحث عن تلك العظمة من خلال طرقاً مفتوحة وممكنة .

لاحظوا أنه إذا ركز الإنسان على شيء ما، فإنه سوف يجده، تمامًا كما يريد الإنسان أن يحفر الأرض و یستخرج‌ من بطن الأرض كنزا، سيبذل قصارى جهده وفي النهاية سوف يجده ! نظراً بأن العلماء فکّوا العديد من العُقَدِ في تخصصات مختلفة، فإن من الممکن فک عقدة معرفة الرب ايضاً، ولكن الامر يتطلب إجماعًا عالميًا، على أن يتعاون الجميع يدا في يد ويمكن لاي شخص في اي مجال وتخصص ان يضع كل ما كسبه فی البحوث الماورائیة علي الصفحة، ونحن أيضًا قد کشفنا حقائق وننتظر فرصة مناسبة لإفشاء هذه النتائج، من الممکن أن تقود هذه الحقائق، البشرية إلى وجهتها الرئیسیة .

البروجردی، الکاشف فی حقیقة التوحید بلا حدود

ایران/طهران/الحبس المنزلی

يناير  2019 

ليست هناك تعليقات: