21 فبراير 2018

هل البشر یدعو و یطلب ربه في الصلاة فقط ؟

سألوا مفتیّا في برنامج تلفزيوني:
هل یقتصر الدعاء فى الصلاة المفروضة فقط و لايجوز بعد الصلاة ؟
فأجاب : الدعاء لا یُسمحُ إلا فی الصلاة ولا یُقبلُ بعد الصلاة !

تفسير السید البروجردي، الكاشف فی حقیقة التوحيد بلا حدود في سياق السؤال كما هو مقترح أعلاه :
اقتصار الدعاء في الصلاة فقط، هو تحديد العلاقة بين الإنسان والرب.
إذا كان الدعاء و الالتجاء للبشر، محدداً في الصلاة فقط، فكم يستغرق الدعاء وقتاً في أربع وعشرين ساعة ؟
ما هو معنا الدعاء على الإطلاق؟ الدعاء فی الحقيقة، من مادة "دعی" و " یدعو "  يعني النداء .
هل البشر یدعو و یطلب ربه في الصلاة فقط ؟ حسناً؛ في الاوقات المتبقية یدعو و یطلب من ؟
هنا ينشاء بحث توحيدي هام؛ نحن نحتاج للرب فقط في وقت الصلاة ان نتحدّث إليه و ننادیه!
لذلك، خلال أربع وعشرين ساعة، الصلاة اليومية الواجبة كم تستغرق وقتا ؟ انها لا تستغرق من اليوم الا أدنی أربع وعشرين دقيقة. مع من يكون اتصال البشر في سائر الاوقات و من یدعو؟ من هو مرجع المضطرین؟
هذا كلام غير مدروس جدا أن الدعاء و الذكر و التكبير و التحليل و التقديس یرتبط فقط بالصلاة !
الدعاء له مصادیق مختلفة من ضمنها:  القرآن هو الدعاء، الصلاة هى الدعاء، عدم مجيء المطر هو الدعاء،  الخوف و الاضطراب في الحياة هو الدعاء، الفقر و المرض ايضا هو الدعاء، يعني في مثل هذه الحالات، نستدعي الله مباشرة إمّا بواسطة الأدب الكلاسيكي والنمطي أو نفس الشعور بالألم و النقاهة في ضميرنا، هو نوعا من الاتصال و الارتباط مع الرب. إذا أغفل و اعرض البشر لحظة عن ذكر و إسم رب العالمین، فسوف يأخذ و یسرق؛ لأن الانسان لديه العديد من السرقة في مجال المعتقدات و العقائد الحقیقیة !
معنى " إنّا لِلّه وَ إنّا إلَیهِ راجِعُون " هو یجب ان نتمسک و نعتصم دائما بالعروة الوثقي المتصلة بين الخلق و الخالق؛ لذلك لا ينبغي أن یُقتصر الدعاء فی الصلاة فقط، لأنه حتى الشخص الذي لا يصلي، أيضا يقراء الدعاء، و ان کان الدعاء لیس باللغة العربية و ان كان باللغة الفارسية أو بأيّ لغة أخرى، نفس الأنين یکون الدعاء.
لماذا قال النبي أن أنين المريض في فراشه اجمل و أهمّ من أيّ عبادة و دعاء !؟ لأن اذا ابتليتم، بایّ طریقة او حالة تستغیثون، فخطاب هذا الأنين و محل رجوع الإستغاثة، هو رب العرش العظيم.
فالدعاء بمعناه الحقيقي يعني إقامة صلة بين الفرش و العرش، لا ينحصر بزمان أو مكان، و إذا كنا نعتقد کما یقال، وضعنا الله في حالة من الحصر و الاقتصار فی عقائدنا !

ليست هناك تعليقات: