هل یقتصر الدعاء فى الصلاة المفروضة فقط
و لايجوز بعد الصلاة ؟
فأجاب : الدعاء لا یُسمحُ إلا فی الصلاة
ولا یُقبلُ بعد الصلاة !
تفسير السید البروجردي، الكاشف فی حقیقة
التوحيد بلا حدود في سياق السؤال كما هو مقترح أعلاه :
اقتصار الدعاء في الصلاة فقط، هو تحديد
العلاقة بين الإنسان والرب.
إذا كان الدعاء و الالتجاء للبشر، محدداً
في الصلاة فقط، فكم يستغرق الدعاء وقتاً في أربع وعشرين ساعة ؟
هل البشر یدعو و یطلب ربه في الصلاة فقط
؟ حسناً؛ في الاوقات المتبقية یدعو و یطلب من ؟
هنا ينشاء بحث توحيدي هام؛ نحن نحتاج للرب
فقط في وقت الصلاة ان نتحدّث إليه و ننادیه!
لذلك، خلال أربع وعشرين ساعة، الصلاة اليومية
الواجبة كم تستغرق وقتا ؟ انها لا تستغرق من اليوم الا أدنی أربع وعشرين دقيقة. مع
من يكون اتصال البشر في سائر الاوقات و من یدعو؟ من هو مرجع المضطرین؟
هذا كلام غير مدروس جدا أن الدعاء و الذكر
و التكبير و التحليل و التقديس یرتبط فقط بالصلاة !
الدعاء له مصادیق مختلفة من ضمنها: القرآن هو الدعاء، الصلاة هى الدعاء، عدم مجيء المطر
هو الدعاء، الخوف و الاضطراب في الحياة هو
الدعاء، الفقر و المرض ايضا هو الدعاء، يعني في مثل هذه الحالات، نستدعي الله مباشرة
إمّا بواسطة الأدب الكلاسيكي والنمطي أو نفس الشعور بالألم و النقاهة في ضميرنا، هو
نوعا من الاتصال و الارتباط مع الرب. إذا أغفل و اعرض البشر لحظة عن ذكر و إسم رب العالمین،
فسوف يأخذ و یسرق؛ لأن الانسان لديه العديد من السرقة في مجال المعتقدات و العقائد
الحقیقیة !
معنى " إنّا لِلّه وَ إنّا إلَیهِ
راجِعُون " هو یجب ان نتمسک و نعتصم دائما بالعروة الوثقي المتصلة بين الخلق و
الخالق؛ لذلك لا ينبغي أن یُقتصر الدعاء فی الصلاة فقط، لأنه حتى الشخص الذي لا يصلي،
أيضا يقراء الدعاء، و ان کان الدعاء لیس باللغة العربية و ان كان باللغة الفارسية أو
بأيّ لغة أخرى، نفس الأنين یکون الدعاء.
لماذا قال النبي أن أنين المريض في فراشه
اجمل و أهمّ من أيّ عبادة و دعاء !؟ لأن اذا ابتليتم، بایّ طریقة او حالة تستغیثون،
فخطاب هذا الأنين و محل رجوع الإستغاثة، هو رب العرش العظيم.
فالدعاء بمعناه الحقيقي يعني إقامة صلة
بين الفرش و العرش، لا ينحصر بزمان أو مكان، و إذا كنا نعتقد کما یقال، وضعنا الله
في حالة من الحصر و الاقتصار فی عقائدنا !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق