1 أغسطس 2019

البروجردی : " لم اکن سعیدا عند مواجهة سنة ميلادي ال61 "


بمناسبة سنة میلاد الواحد وستون للسید البروجردی، الکاشف فی حقیقة التوحید بلاحدود:
یقولون لي أن العاشر من شهر مرداد هو عید میلادک لذلک البعض یهنیء و البعض ینظرون والبعض الآخر بالطبع یقبحون ولادتي ! لکن في رأيي أن ظرف الزمان مستعد للتخريب وعندما تدخل فیه الحسنات، تتغییر وتضیع .على الرغم ان الإنسان كونه موجوداً نبیلاً و مستعد و ذو ضمیر و صاحب هویة حقيقية و لكن عندما يأتي في هذا الدهر و یواجه ظروف الزمان، يفقد حقيقته. على سبيل المثال عند تناول الحلويات الطازجة، الكل يعجب بها و يتم تحسينها و لكن علي العكس إذا تم إستخدام حلويات فاسدة في الحفلات، لا أحد يجامل فيها و لكن يُعبّر عما يوجد في قلبه.

جميع النفوس التي تعيش علي وجه الأرض لديها یوم وسنة ميلاد، بالطبع يحتفل البعض و يتم عقد مؤتمرات و ندوات لاجل عظمتهم واقتدارهم ومكانتهم و يقومون بإجراء ذكرى تذكارية عظيمة للأحياء و الأموات. لكن هذا لا يكون ميزاناً، فالمعيار هو ان الناس قد تعبوا من العيش في مصير مقدراتهم . عندما غالبية الناس یتمنون الموت فی مواجهة الضغوط، هذا دليل و سبب واضح بأن الناس لم يأتوا إلى هذا العالم كي يحتفلوا بقدومهم . قبل أن نأتي إلى هذا العالم، كان العالم عدماً و ما کنا موجودين و لكن عندما أتينا إلى هنا بدأت الحياة و الوجود.
إذا سُئل ما هو الفرق بين العدم و الحياة، یجب ان نقول: رضاية النفس!
- من ذالذي يكون راضياً عن قدومه إلى هذا العالم؟
- من هو راض من إستمرار حياته؟
- من هو راض عن مصير حياته؟
عدم الرضایة الموجودة هي مقياس، بأن الولادة جديرة للإنسان أم لا ؟ حتي لو كانت جميع ايام حياتنا سعیدة و يوماً واحداً غيرسعید فيها فقط، فلا ينبغي أن يقال ان هذا الأمر طبيعياً، بل یجب ان نتوجه الی ذلک الیوم بعناية و تدقيق بارع من افق واسع. ان الإنسان في ذلك اليوم المزعج، سواء أكان يوماً او اسبوعاً او لبعض شهراً و سنة او لبعض آخر سنوات، إنه يعاني العديد من الصعوبات. عندما ينظر بعناية إلى تلك الصعوبات مثل الفقر و المرض و التهديد او ای شيء آخر، يرى ان تلک الآهات والأنين في ذلك اليوم جراء الضغوط الواردة، اكثر فظاعةً و تحطماً من کل الضحک الذی ضحکه فی غالبیة ايام حياته.
لذلك فإن معيار الحياة البشرية هي تلك الكراهيات و بقية الأيام لم تكن سوى الغرور، كمثل الفیلم الذی يظهر في السينما، على الرغم من ان الفيلم بأكمله قد يكون ممتعاً و لطیفاً ولكن اذا حدثت فی لحظة منه جريمة ما، فإنها تهز قلب الإنسان في نفس الوقت و تسبب بإرتفاع او تنزيل ضغط الدم و آثار سلبية فی الأعصاب؛ كل الفيلم بجانب و هذه اللحظة المريعة بجانب آخر.
لذا سواء كان اي شخص سعيداً بولادتی و سواء کان غیر مبال و غیر مهتم او حزین، فإن رأيي هو لأن ولادتنا كانت في جحيم الدنیا و بسبب الصعوبات التي ذكرتها حتى و لو كانت صغيرة، فلا يوجد مكانا للتعبير عن السعادة ابداً. بالطبع، المصائب التي عانيت منها كانت کثیرة للغایة، لأنني لم اعاني مثل اناس عاديين. مجموعة من السجون و التعذيب و إضاعة الجهود و خيانة الأقربين والمظالم و إنتهاكات حقوق البشر، إذا جُمعت کل المصائب التی عانیت منها في مجموعة واحدة سترون ان تشتمل علی99/5% من حياتي، لذلک لم اکن سعیدا عند مواجهة سنة ميلادي ال61.
بالنسبة لاولئك الذين سعداء بولادتي فأعيد لهم سعادتهم و أتمنى لهم السعادة في حياتهم و بالنسبة لاولئك الذين لا يهتمون بحياتي، ایضاً اعيد عدم اهتمامهم لأنفسهم، لأنهم ردّوا الىّ الحیرة الموجودة في حياتهم و لاولئك الذين حزنوا من حياتي، فليعلموا انهم في وئام معي، فأنا ايضا غيرسعيد .
البروجردي، الكاشف في حقيقة التوحيد بلا حدود
العاشر من شهر مرداد عام 1398، الحبس المنزلي ، تهران

ليست هناك تعليقات: