19 مارس 2019

رسالة السید البروجردی بمناسبة عید النیروز سنة ( 1398 ه.ش )


سلام علی النیروز؛
نیروز الذی یذکّرنا فی إحیاء الطبیعة، نیروز الذی یحمل لنا النعشة والخضرة والجمال؛
نیروز الذی معه الفرحة وابتسامة الاطفال؛
نیروز الذی ینقل إلی المعاصرین ذکریات الماضی البعید؛
نیروز الذی یضع جبل الحزن و الفقر علی ظهر المستضعفین؛
 نیروز الذی لأجل اجابة الاسرة و ذرف الدموع و عرق الخجل،ترتعش منه جوارح المحرومین؛
نیروز الذی یحمل رسالة الأمل للبشرية؛
ولاکن هذا الأمل علی مدی عشرات السنین كان مجرد شعار!
فی الواقع کیف یکون وضعیة النیروز فی الأسر الضعیفة و الفقیرة ؟

کیف یکون النیروز بین الذین احاط بهم الاضطراب، والحیرة فی الاقتصاد سدّت عليهم مجرى التنفس؟
کیف یسیر النیروز الذی بدایة سنته مع ارتباك عقول و اذهان الناس، لأنهم قلقون من أن العام المقبل سيكون أسوأ من العام الماضی. حقا، هل الذی لدیه ثروة و یمضی النیروز فی البلدان التقدمية، یفهم کیف یتفاعل النیروز فی الأسر الإیرانیة ؟
أولئك الذين يستغلون هذا الاحتفال من أجل مصالحهم الاقتصادية أو السياسية، لديهم نیروز مختلف عن الشعب الإيراني الذي عانى منذ عدة أشهر بسبب عدم قدرته على توفير احتياجات الأسرة بما في ذلك ملابس العام الجديد. لا يجلب النیروز فرحًا للأشخاص الذين يعيشون بأقل من مليون ونصف مليون تومان (أقل من 100 دولار أمريكي) شهريًا ، بينما يبلغ خط الفقر خمسة ملايين تومان.  
يجب على أولئك الذين يقيمون حفلات واحتفالات في النیروز أن يتخيلوا على الأقل لحظة واحدة التي يشعر بها الفقراء والمساکین! هل الأشخاص الذين يقيمون بالخارج ويتخذون قرارات غيرعملية للشعب الإيراني، على استعداد لمشاركة دخلهم مع مواطنيهم؟ هل هم على استعداد لمشاركة فرحة النیروز مع أطفال الإيرانيين، الضعفاء و الفقراء والمعاناة؟ هل یعلمون أن معظم الإيرانيين يعانون من المرض، لأنهم لا يملكون المال لإنفاقه لتلقي العلاج الطبي؟ لأن أدوية الأمراض المزمنة، باهظة الثمن بشكل لا يمكن تصوره هنا في إيران! هل العالم كله يعرف عن هذا الوضع؟ هل يفهمون الذین يؤمنون بالنیروز، محنة الشعب الإيراني؟ هل أولئك الذين يحبون النیروز یشعرون بحالة الفقر والبؤس والمسکنة والاكتئاب التی یعيشها الشعب الإيراني؟
على أي حال، أهنئ النیروز وأتمنى التوفيق لأبناء بلدي الاعزاء الذين يتحملون الجوع و بسبب الضغوط المالية، سنوات عديدة يواجهون الطلاق، آمل أن يصبح الوضع أفضل وأتمنى أن يكون هذا النیروز والعام الجديد، جیداً وحسناً وجمیلاً وممتعًا ومأمولًا لجميع الناس.
 آمل أن لا تسیل دمعة عین أحداً في إيران بسبب الفقر ولا یضیع طفل بسبب افتقار أسرته.

بروجردي ، نیروز سنة ( 1398 ه.ش )
ايران ، طهران ، الاعتقال المنزلي

ليست هناك تعليقات: