سئوال: «تتحدّث في أشعارك عن مفهومي الغيبة والظهور، لكنك ترفض فی الوقت ذاته فكرة الایمان "بالمهدي التاريخي" . فهل هذا الظهور — من وجهة نظرك — یعتبر حدث وجودیا فرديا أم ظاهرة جماعية؟ بعبارة اخری هل المقصود أن على كل إنسان أن يعيش ظهوره الذاتی، أم أنك تشیر الی "ثورة وعي" على مستوى الحضارة الإنسانية؟»
الکاشف فی حقیقة التوحید بلا حدود:
«الغيبة تعبّر عن انعدام تلبية الحاجات الأساسية للناس، في حين أن الظهور يمثّل ضدّها الجدلي. أي أن ما يعجز الناس عن تحقيقه في الحاضر، وما فشل فيه آباؤنا وأمهاتنا من قبل، سوف يتحقق بقدوم الظهور. وهذا الظهور ظاهرةٌ عامة تشمل الجميع، إلا أنها تكتسب بُعداً خاصاً لدى أتباع "مدرسة الانتظار"، الذين يصلون إلى مرحلة الظهور عبر مسار الانتظار الإنساني الفاعل.»
سئوال:
هل يُمكن تصنيف رؤيتك الفكرية ضمن الإطار الحضاري الشمولي أم الإطار الفردي الجزئي؟
الکاشف فی حقیقة التوحید بلا حدود:
على العكس من ذلك، فإن الفرد يشكل اللبنة الأساسية في عملية التشكّل الحضاري. فمع تزايد الكثافة السكانية، يُنشئون — بناءً على مُخرجات منظومتهم الاعتقادية — كلَّ مقوِّمات حياتهم.
سئوال: هل يُشترط أن ينطلق التغيير من الأفراد كشرط مسبق قبل إمكانية تحوّل المجتمع؟ بمعنى آخر، هل يُعتبر التغيير الفردي شرطاً ضرورياً وحتمياً لتغيير البنى الاجتماعية، أم أن هناك إمكانية لحدوث تحول مجتمعي يُحدث بدوره تغييراً في الأفراد؟
الکاشف فی حقیقة التوحید بلا حدود: لا، لا
۲- في إطار التحليل المعرفي لمفهوم "الإلهام" ومصدره:
سئوال: في نصوصك الشعرية، ثمة إشارات متكررة إلى حالة «الإلهام». هل يُعزى هذا الإلهام إلى العمليات اللاواعية داخل الذات الشاعر، أم أنه يتعدى ذلك ليشير إلى نوع من التجاوز يتصل بمطلق الوجود أو الوعی الکونی أو حتى بحضور سردي غيبي يمكن تسميته «الراوي المتعالي»؟
الکاشف فی حقیقة التوحید بلا حدود:
يمكن تفسير الظاهرة من المستويين الفردي والمتعالي.
تبدأ العملية بالإدراك الحسي للفرد؛ حيث يُنتج النظام المعرفي لديه تمثيلات ذهنية بناءً على المدخلات الحسية (المرئية والسمعية والحسية)، والتي تكون مرجعياتها واضحة ومباشرة. ولكن مع تطور القدرات المعرفية، يصبح الفرد قادرًا على استقبال مضامين فكرية من مصادر غير مادية أو مجهولة المصدر.
ادعوا الانبیاء أن ملاك الوحي ينزل عليهم من السماء ليبلغهم ما يجب إيصاله للناس. لكن بإعتقادی الحالي يحتم علينا أولاً فهم بيئتنا المباشرة، إذ تظهر السجلات التاريخية وقوع الأنبياء في أخطاء عديدة. هذه الأخطاء تعود جذورها إلى تلك المزاعم عن استقبال إيحاءات من السماء وعوالم بعيدة.
3- فی سیاق التحلیل النقدی لمفهوم التوحید بوصفه أداة نضالیة:
السؤال: «يظهر التوحيد في نصوصك الشعرية ليس مجرد عقيدة ميتافيزيقية، بل يُقام كفعل احتجاجي على عبادة السلطة وهيمنة الأنظمة الاستبدادية. برأيك، هل يشكّل التوحيد في هذا السياق "ممارسة سياسية-نفسية" أم أنه يظل في جوهره "إيمانًا لاهوتيًا"؟»
الکاشف فی حقیقة التوحید بلا حدود:
«في المرحلة التأسيسية، يمكننا تأطير الصراع على أنه نقد جذري موجه نحو الأديان والمذاهب وما تولّده من أنسقة فكرية. جوهر هذا النقد يتلخّص في ثلاث إشكاليات:
1. الإخفاق في تحقيق الوعود.
2. التناقضات الداخلية** في الخطاب الديني.
3. العجز عن إشباع الحاجات الإنسانية، فرديًا وجماعيًا.
أما في مرحلة لاحقة، يتسع هذا النقد ليتحوّل إلى حركة شاملة تستهدف المیتافیزیقا، الذي لم يثبت – عمليًا – قدرته على ضمان مصالح الناس، بل ساهم – عبر تشريعاته – في استمرار معاناة البشر.»
4. في ما يتعلق بـ "الظهور" وعلاقته بالعلم والتكنولوجيا:
السؤال: "هل تعتبر التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي جزءاً من عملية الظهور؟ وهل تُعد هذه التقنيات أدوات داعمة لتحقق الغایة، أم أنها تشكل حُجُباً جديدةً تُعزز حالة الغيبة؟"
الکاشف فی حقیقة التوحید بلا حدود:
كل مدخلية تسهم في خدمة المسار الإنساني عبر إخراجه من إشكالية مرحلة الغيبة وتأهيل المتطلبات الموضوعية لمرحلة الظهور الحضاري، فإنها تشكل عاملاً مساهماً في تعزيز مشروع التيار المنتظر. و بالنسبة للتكنولوجيا بوصفها منظومة معرفية، والصناعة كبنية تحتية مادية، يمكن توظيفهما في تفعيل الوعي النقدي وتحرير العقل الجمعي من المقولات اللاهوتية المتصلبة التي تنتجها الأديان والمذاهب التقليدية."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق