13 يوليو 2019

بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال


بقلم: حسین البروجردی، الکاشف فی حقیقة التوحید بلاحدود
الموضوع الذی نرید ان نناقشه الیوم هو العمل والطفل، کما نعلم ان العمل یعنی الاشتغال و من الممکن استدعاء ای نوع المشارکة اوالحرکة کعمل. إن الانسان في الواقع عندما یکون مشغولا فی منزله ایضاً یعتبرعامل، على حد تعبير، عامل لنفسه او عامل لصاحب منزله و اما فی المکتب للمدیر او للنظام او فی المصنع لصاحب العمل.

بالتاکید العمل شیء جید والبطالة سیئة للغایة، لان البطالة هی السبب الجذری للفساد و التی تعد حالیاً من اکبر التحدیات والآفات العالمیة؛ ومع ذلک من المهم جداً ان یکون لدی الانسان وظیفة مناسبة بدلاً من ان یتورط فی الجرائم والفساد، کما ان من الواضح، البشریة توقع فی الجرائم وتسعی لفعل شیء ما لإيجاد وظائف، جراء عدم وجود وظیفة مناسبة اصلیة.
اساسا الطفل غیر ناضج ولیس لدیه نضج فکری او عقلی. وجود العقل یساعد البشر فی الحیاة عند مواجهة الخیر والشر والخروج من صعوبات المعيشة، و العقل هو الصدیق الجید الذی ینقذ صاحبه فی التحدیات الخطیرة.
فعنوان هذه المناقشة هو الطفل والعمل و هذا المفهوم فی نفس الوقت یکون سیء و جیّد! اذ کان عمل الطفل لا یعارض مسؤوليته الأساسية و صحته، فهو جید. ولکن بشکل عام عندما نقول عمل الأطفال، نتذکر إستغلال الأطفال بشکل غیر ارادی، یعنی يفرض العمل على المراهقين دون الثامنة عشرة من العمر و من ضمنها یتحایل فیها الطفل فی ترک مهمته الرئيسية و هي الدراسة و التعليم او غالباً ما تسبب له بالأمراض الجسدیة تحت ضغوط لاتطاق او فی بعض الأحیان تؤدي الی الأمراض الروحية و النفسية اثناء العمل الذی یمکن ان یکون نتیجة للإغتصاب او التحرش الجنسی لأن عقل الطفل غیر ناضج ودائماً یتعرض لمثل هذه الأضرار.
لکن تحلیلنا فی المجموع هو عندما یقال انّ عمل الطفل ظلم علیه، فإن هذا الظلم في الواقع بسبب فقدان العدالة. فقدان العدالة تسبب الآلاف من الجرائم و احداهما إستغلال الأطفال، التی تصنف فی وحدة الإعتداء علی الاطفال.
لا توجد العدالة، لأن لا یوجد ایّ دین، لأن العدالة هی مجموعة فرعیة من الدین. احد قال لنا: " لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ " ، قالت الادیان: قائلها الله!  لکن نلاحظ وجود الظلم و انّ الرّب نفسه یَظلم، و من ثم، هذه من تعالیم دین الاسلام : " عَلَّمَ ٱلْإِنسانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " لذلک کل ما لدنیا من الشرّ، فمنه، لأن حسب الإشارات الموجودة فی المصحف ایضاً یقول : " فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا " یعنی نحن علمّناه الشرّ، إی " إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ " نحن خلقنا بنیة البشر علی السوء ، لذلک یرتبط ایضاً هذا الموضوع فی النهایة بالدین.
 هدفي هو ربط هذه الشذوذات بالسیاسة و الديانة التی دائماً اقول لهما " لا " بحیث یتم تشریح وتحلیل وکشف اسباب المشاکل والمعظلات الموجودة. اذ کانت الديانة الحقیقية موجودة، لکانت العدالة والانسانیة والانصاف والشرف و الرحمة والمروة، و لکان الوضع مختلفاً.
اذا سئل عن علل عدم وجود هذه القیم، فإن الجواب هو ان الأدیان والمذاهب کلها فی الواقع من صنع البشر و ذا صلة بالأرض و ما نسبوه لرب العالمین کان مجرّد إدعاء و غیاب الرب و آثاره واضح فی کل شئ ، من ضمنه فی کتب السماویة والنصوص الدینیة و الشرائع المذهبية.
بالاضافة إلی ذلک لیست الدیانات هی المسؤولة الوحیدة عن هذه المآسی بل السیاسة ایضاً کان لها الخطيئة الكبيرة التی لاتغفر. السیاسة الحاکمة علی العالم بأسره خَلقت مناخاً لاستعمار الطفل واستغلاله.
اذا کانت السیاسة العالمیة موجّهة لخدمة الامم، لأستخدمت کل الذخائر والثروات المتاحة التی فی بعض البلدان اکثر و فی بعض ها اقل، لمساعدة البشر.
اذا کان معنی السیاسة هو الخدمة لحقوق الانسان فینبغی علی جمیع الدول المتفوقة فی الإقتصاد ان یجلسوا معاً فی المکان الذی یسمونه الامم المتحدة لإیجاد حل لهولاء الأطفال المضطهدین. إن الطفل الذی لیس لدیه وجبة لتناول الطعام و الذی یجب علیه العمل من اجل بقاء اسرته و النتیجة ان یتم تغيير جسده فی العقدین الاول و الثانی من عمره الی شیخوخة والاکتئابات او الطفل الذی يُعرّض نفسه للإغتصاب او بالنسبة للظروف السیئة الحاکمة فی العالم یصبح عاملا لتوزیع المخدرات او یکون فی خدمة الإرهاب او عاملا للعملیات الانتحاریة، نقول أن مسولیته کل هذه الشذوذ علی عاتق الحکام والسیاسیون فی العالم لأن جمیعهم کاذّبون.
 کل سیاسی یدعی الدفاع عن حقوق المستضعفین والمحرومین من الضروری ابتدائاً مراجعة نمط حیاته و ما یمتلک من الممتلکات حتی لو کان لدیه ملابس اکثر من حاجته فهو کذاب، و الویل له من سائر الاموال !
 الإضطهاد الذی یتعرض لها الأطفال فی العصر الحاضر یرجع الی هذه الحقیقة ان السیاسة کانت فی خدمة نهب الامم والسیاسیون منشغلین بطرق مختلفة لتعزیز و تطویر حزبهم او قمع خصومهم والتخلص من منافسیهم. اذا کان هذا غیر صحیح، قولوا؛ فما قدمت الحضارة الحاکمة علی العالم للطفل؟ لأنهم لایقدمون ابداً ایّ احصائیات صحیحة و دقیقة تُوضِّحُ عن مدی تواجد أطفال الجیاع و المعاقین و المضطهدین من الفتیان و الفتیات لأنه سیودی الی تشویه سمعة سیاسة العالمیة.
هناک العدید من الفتیات فی مناطق مختلفة فی العالم دون سن العاشرة يتم إستغلالهن لأغراض جنسية من قبل اسرتهن و السبب هو الفقر، لأن الفقر في الواقع نتيجة الظلم، الديانة و السياسة كلاهما إضطهدا الامم حيث کان دورهم سویاً بمثابة شفرات المقص.
اذا کان الدین قائلا بالحقیقة، لکان المتدینون یساعدون بعضهم بعضا، علی سبیل المثال الموضوع الذی کان هامّاً فی هذه الایام فیما یتعلق بزکاة الفطرة، اذا کان جمیع الصائمین والمتدینین یدفعوا زکات الفطرة، یجب ان لا یکون هناک فقیراً فی ایران نفسه، لذا این تذهب هذه الاموال واین یتم انفاقها ؟ تمت إضافة الفيلات فقط و ازدیاد قدرة السلطات وثرواتهم، فی حین ان الطبقة المتوسطة أصبحت فقیرة و ایضا هلک الفقیر! فی حین ان مهمة مُقسّم زکاة الفطرة هو ان یُوزّع تبرّعات زکات الفطر علی الفقراء المحتاجین لخبز اللیل. حتى فتوى البعض تبیّن أن فی هذه الامور لا تنظر إلى الحدود الإعتقادیة ، لأن " بنو آدم جسداً واحداً * الی عنصر واحداً عائداً * اذا مسّ عضواً الیم السقام * فسائراعضائه لاتنام * " اذا رأیت ان هناک من یُعانی من الفقر حتی ولو لم یکن له دیناً فینبغی علیک مساعدته لأنه اساساً بشر ذو شعور و احساس و اعصاب.
 فی الختام، اذا کنا نرید مساعدة الأطفال العاملين فیجب علینا إصلاح البنیة والمصدر و هما اصل الدیانة والسیاسة.
حفظکم الله

ليست هناك تعليقات: