16 فبراير 2009


كاظميني البروجردي المصلح الديني المعارض لولاية الفقيه..
 لا يحب السياسة
لندن:علی رضا نوری زاده

كان مجهولا لغالبية الإيرانيين.. فجعله شريط فيديو خلال اعتقاله مشهورا عالميا لم يكن آية الله السيد محمد حسين كاظميني بروجردي معروفا لدى معظم الايرانيين، بحيث كان اطار عمله محدودا ضمن بضعة آلاف من سكان جنوب وغرب العاصمة الايرانية، ممن كانوا يحضرون دروسه، ويقتدون به في الصلاة، غير انه تحول خلال اقل من شهرين الى احد ابرز علماء الشيعة ومن اكثرهم شهرة، ليس في ايران فحسب بل في العالم الاسلامي والولايات المتحدة واوروبا، و ذلك بفضل عدد من الطلبة ممن كانوا يتولون ارسال الافلام الوثائقية عنه، وخطبه المسجلة وشريط مواجهة مع ممثل وزارة الاستخبارات الشيخ احمدي عندما جاء لاعتقاله برفقة عدد من عناصر الأمن. و رغم أن آية الله كاظميني بروجردي، كان بعيدا عن السياسة على نهج والده و اجداده ، غير ان النظام بدأ يشعر بقلق حيال نشاطه الديني بعد حضوره اجتماعا في استاذ الشهيد كشوري بحضور الآلاف من الشبان والرجال والنساء ، حيث اكد بروجردي على ضرورة فصل الدين عن الدولة وعدم تسييس الدين، كما دعا الى وحدة المسلمين وايجاد مجتمع عادل، لا يشعر اهل الذمة فيه بأي قلق ، تحت رحمة دين المحبة و التسامح الاسلام. 
ولد محمد حسين كاظميني بروجردي في اسرة دينية معروفة بطهران قبل نحو 45 عاما، ووالده آية الله العظمى محمدعلي الكاظميني البروجردي كان من كبار علماء طهران واستاذا و مدرسا معروفا و من اقطاب حركة المهدوية ( اي القائلين بأن الحكم الاسلامي لن يقام الا بظهور المهدي المنتظر).
و كانت اسرة كاظميني قد هاجرت الى ايران قبل 150 عاما من مدينة الكاظمية بالعراق ، و قد حل بعضهم و منهم جد السيد محمد حسين في مدينة بروجرد مسقط رأس المرجع الشيعي الاعلى الراحل السيد حسين آغا علوي البروجردي. و قد جاء جده الى طهران اوائل القرن العشرين و دخل والده سلك رجال الدين ايضا بحيث بنى مسجدا في ضاحية ميدان خراسان جنوب طهران و لأكثر من اربعين عاما كان إماما و مصلحا في جنوب طهران . وبعد وفاته في العام 2001، حل السيد محمد حسين مكان والده ، غير أن سلطات الامن اعتقلته ، و يقال أنه تعرض لتعذيب جسدي ونفسي بسجن ايفين ، و عند خروجه من السجن ، علم بأن وزارة الاستخبارات قامت بمصادرة مسجد والده ما تسبب في ان ينتقل من ميدان خراسان الى منزله الحالي بشارع اوستا زقة، حيث اقام حسينية و مدرسة دينية و كان يلقي دروسا في الحكمة و تفسير القرآن و سيرة اهل البيت.
و في شهر يوليو ( تموز2006 ) الماضي ، و بأمر من وزارة الاستخبارات قام عمال البلدية بتدمير مقبرة والده بجانب مسجده في جنوب طهران تحت ذريعة توسيع المسجد . و أثار ذلك احتجاجا واسعا لدى انصار و مؤيدي بروجردي . و حينما ارسل وزير الاستخبارات مبعوثه الشيخ احمدي لمرافقة آية الله كاظميني البروجردي الى السجن ، أعلن السيد تمرده ضد الولي الفقيه ودعا انصاره للاستشهاد مرتديا كفنا لاكثر من شهرين. و فيما اتهمت وزارة الاستخبارات بروجردي بنشر الخرافة و الزعم بأنه على صلة بالمهدي المنتظر ، قال بروجردي عشية اعتقاله انه هو المطالب بفصل الدين عن الحكومة لا يمكن ان ينشر الخرافة.

ليست هناك تعليقات: